ثـــورة أخـــــــــرى جـــديـــدة
الثورة العظيمة والتغيير اللى حدث كان شىء تاريخى وعمل تحولات وتغيرات جذرية خطيرة كانت احلام مستحيلة فى يوم من الايام وقدر شبابنا الغالى وكل الشعب العظيم ان يحققها ليثبت للعالم كلة ان ارادة الشعوب اقوى من المستحيل ذاته
لكن فى النهاية التغيير اللى حصل كان على المستوى السياسى نتيجته 100% يكفى انه كشف كم الفساد والجرائم اللى ارتكبت فى حق وطننا الغالى وشعبنا الطيب العظيم واسقط رؤوس الفساد والظلم ولصوص السلطة والنظام الفاسد
لكن على المستوى الاجتماعى طبعا حدث تغيير كبير كان اهم حاجة فيه ان الشباب فاق وانتفض بقوة وايمان وارادة ليتحد من اجل هدف واحد من اجل مصر .... سواء من خلال الثورة ضد النظام والفساد فى التحرير او من خلال اللجان الشعبية للدفاع وحماية امن وممتلكات الشعب ... هذا الشباب الذى كان زمان ينتقد من الجميع اثبت للعالم كلة انه كان على قمة الوعى والثقافة والتحضر والقوة وان له افكارة واحلامة وقادر على تحقيقها والمشاركة بفاعلية فى الواقع السياسى وانه صاحب قضية وان تحرير مصر من الفساد والظلم لا يقل فى قيمته عن تحرير سيناء الغالية فى حرب اكتوبر التى ظلت مصر بعدها سنوات طويلة فى انتظار انتفاضة وثورة جديدة من شعبها من اجل الاصلاح والحرية والعدالة السياسية والاجتماعية والديمقراطية الحقيقية .
لكن كل دة على المستوى الاجتماعى مش هو التغيير المطلوب والكامل للأسف بمعنى انه ينقصنا بعض الاشياء لاننا محتاجين ثورة اخرى جديدة ...... ثورة بداخل انفسنا .... ضد السلبية والتراخى والاهمال ضد الجهل والظلم والتعالى والنرجسية وقلة الضمير وغيرها
طبعا ممكن ندى امثلة كتير لمواقف كتير محتاجين اننا نغيرها ضرورى من اجل رفعة هذا الوطن من اجل بناء مجتمع جديد بفكر حديث راقى يصعد بوطننا فى طريق التنمية واللحاق بالركب العالمى فى التطوير والعلم والتكنولوجيا والنجاح الاقتصادى والمنافسة العالمية والخروج من شرنقة ومسمى العالم الثالث
صحيح السلبيات ممكن تكون صفات او مواقف صغيرة فى الاهمية لكنها بتتجمع كلها لتشكل خطورة كبرى على المجتمع والتخلص منها هايكون هو اساس البناء فى عصرنا الجديد الذى دخلناه منذ نجاح ثورتنا الجميلة
واسمحوا لى انى اتكلم عن نقطة انا شايفها مهمة جدا وهى اننا حتى الان ورغم ان نجاح الثورة كان قائم على الاتحاد والاجتماع على هدف واحد الا اننا عندنا مشكلة ان كل واحد فينا له رؤية خاصة به وبيحاول يفرضها او ينفذها دون مراعاة لاى وجهة نظر اخرى او بمعنى تانى اشمل ان احنا ماعندناش رؤية مستقبلية شاملة نتفق عليها ونسعى لتحقيقها بكل جهدنا من خلال تنسيق بيننا جميعا وليس من خلال فعل فردى او توجهات فردية غير مترابطة
وخير مثال على دة واللى انا هاطرحه تأكيدا للفكرة مشكلة فكرة اننا نجمل بلدنا يعنى شوارعنا واحيائنا طبعا الفكرة رااااااااائعة جدا بس المشكلة فى التنفيذ وهو دة اللى قصدته فى كلامى السابق يعنى ماينفعش ان كل واحد عشان يشارك فى هذه الحملة ينزل كدة من نفسه ومع نفسة يجيب شوية بوية وفرشة ويقعد يلطخ فى حوائط ميدان او شارع او كورنيش باللون اللى بيناسب ذوقه هو دون مراعاة للشكل العام ككل وييجى واحد تانى ويعمل لون تانى وشكل تانى وييجى واحد تالت ورابع وهكذا وفى النهاية يتحول الميدان او الشارع الى سيرك للاسف مجموعة من الالوان والشخبطة دون اى ذوق او جمال
وانا هنا بفتكر نموذج جميل جدا عملته محافظة الاسماعيلية من زمان جدا وهو ان المدينة باكملها اتفقت على لون واحد للبيوت كلها وشكل شجر معين حول البيوت بشكل كان قمة فى التحضر والجمال ودة اللى انا كان نفسى فيه ان زى ما اتعملت لجان شعبية وقت الازمات وتوحد الجميع واتفق من اجل الدفاع عن بيته واهلة ووطنة ككل .... كانت برضة اتعملت لجان شعبية من اجل التجميل يتفق من خلالها جميع ابناء الحى الواحد على شكل متحضر وبسيط فى نفس الوقت
الحاجة التانية اللى انا عايشها وبشوف انها خطأ تانى خطير يجب ان يتغير : التكدس الغير طبيعى فى المصالح الحكومية واللى انا بشتغل فى واحدة منها ..... الموضوع عايز تنظيم من جديد واعادة هيكلة من اجل ان يكون كل موظف موجود بالمكان عضو فعال فيه وبينتج وبيشتغل ويعطى طوال مدة عملة التى تصل الى ست او سبع ساعات يعنى مايبقاش الموضوع مجرد حضور وانصراف وقبض وخلاص لازم يحصل تنظيم للعمل فى كل قطاع وستحداث وظائف وافكار جديدة فى كل هيئة او مصلحة من اجل اخراج كافة الطاقات المهدرة والمعطلة ... وعشان ننهض بجد بالمصالح الحكومية اللى قعدت سنين طويلة رمز للاهمال وقلة الانتاج وبعيدة عن المنافسة مع القطاع الخاص ....